لا يتوقف عالم الاستثمار “Investment” عند مجال معين. لكن قد يلفت انتباهنا اليوم، اجمالي الاستثمارات في الذكاء الصناعي لعام 2021. كما ذكرنا في مقالات سابقة، فإن مجال الذكاء الصناعي قد غزا العالم بمختلف نواحيه، من صناعة وصحة وأسواق مالية وغيرها. وكما في كل مجال، فلم تقتصر المنافسة بين الدول فقط بمجال الصناعة أو التسليح مثلًا، بل تعدت ذلك لتصل حتى للمنافسة على مستوى الاستثمارات في مجال الذكاء الصناعي، الذي بات سلاحًا أقوى بكثير من أي تسليح عسكري. سنوضح لك في مقالنا اليوم، اجمالي الاستثمارات في الذكاء الصناعي لعام 2021، ومستوى المنافسة بين الدول الكبرى، وكيف أثر وباء كورونا covid-19 على نمو الاستثمار في الذكاء الاصطناعي.
الاستثمار في الذكاء الصناعي Investment in AI
لا تستغرب أبدًا من عبارة “الاستثمار في الذكاء الصناعي”. فبعد أن دخلت تقنيات الـAI أو “الذكاء الصناعي” في مجال الصناعات التحويلية بمختلف أنواعها، وحلت محل البشر على مستوى كبير، بات موضوع الاستثمار في مجالها أمرًا مرغوبًا وبشدة. سيما، وأنه حتى عالم تداول الأموال “Trading” كالبورصة، بات يوفر تقنيات الذكاء الصناعي للمستثمرين ضمنه. ليتمكنوا من القيام بعملياتهم التجارية بسهولة وبالاعتماد على AI. كما أشار بعض المحللون الاقتصاديون اليوم، بأنهم يتوقعون وصول الاستثمار بمجال الـ “AI Market” لحوالي 500 مليار دولار مطلع عام 2024.
اقرأ أيضًا: سباق دولي على الذكاء الاصطناعي.
الاستثمار بالذكاء الصناعي وجائحة كورونا
بعد أن شلت جائحة كورونا “covid-19” مرافق العالم أجمع، وجعلت الناس حول العالم حبيسة بيوتها، زاد ألق سوق الذكاء الصناعي. حيث تضاعف حجم الاستثمار في السنة الأخيرة. فبعد كورونا، قد وصل مقدار الاستثمار في نهاية عام 2021 لـ77.5 مليار دولار. بينما وصل في السنة السابقة لها لحوالي 35 مليار دولار. يعود ذلك كله لاعتماد الناس في بيوتها على وسائل التكنولوجيا، وذلك لتمضية أوقاتهم في فترة الحجر الصحي التي تمّ فرضها في أرجاء العالم. كما أنّ الشركات أيضًا قد اعتمدت بشكل كبير على تقنيات الذكاء الصناعي ووسائل التواصل الاجتماعي للاستمرار في نشاطها التجاري.
تعتمد العديد من الشركات والمصانع اليوم على تقنيات Artificial Intelligence من أجل السرعة والإنجاز الأكبر، أكثر من اعتمادها على القدرات البشرية. فالحواسيب والروبوتات اليوم، هي الخيار الأفضل والأكثر كفاءة، سيما بعد الجائحة المفاجئة التي طالت العالم. ما دفع بمصانع الأدوات الطبية وحتى السيارات ذاتية القيادة وغيرها الكثير لزيادة استثمارها ضمن الـ AI.
كما نذكر أيضًا بالإضافة لذلك، تطبيقات الأجهزة المحمولة “mopile apps”، التي أمّنت التواصل بين المرضى واطبائهم ونالت حصة كبيرة من الاهتمام، كونها تعتمد معايير الذكاء الصناعي.
المنافسة بين الدول على الذكاء الصناعي
تتصدر الولايات المتحدة الأمريكية القائمة ضمن الدول التي توظف استثماراتها في الذكاء الصناعي لعام 2021. حيث تشتعل المنافسة بينها وبين عملاق آسيا الصين التي تأتي بالمرتبة الثانية بعدها، لتليها المملكة المتحدة البريطانية UK في المرتبة الثالثة.
كما نذكر أيضًا أن حوالي ثلثي الاستثمارات في الذكاء الصناعي في نهاية عام 2021 تعود لأمريكا، أي ما يعادل 51 مليار دولار من الاستثمارات. نبين لك من خلال المخطط البياني التالي لمحة عن ذلك، مقارنةً بالصين وباقي استثمارات الدول الأخرى حول العالم.
المعايير التي يتم على أساسها تصنيف الدول المستثمرة في الذكاء الصناعي
لعلّ من أبرز المعايير التي يتم على أساسها تصنيف الدول المستثمرة في الذكاء الصناعي:
- مقدار الاستثمار في مجال AI.
- قوة تجمع المواهب الجديدة في الدول المستثمرة.
- نوعية وجودة الأبحاث التي يتم العمل بها في الدولة.
- قدرات الحوسبة الفائقة أو supercomputing capabilities.
- مستوى الطموح والقوة وراء استراتيجيات حكومات هذه الدول التي تنافس ضمن الذكاء الصناعي.
بعد ركود في عام 2020 طال مجال الذكاء الصناعي، ها نحن وبعد جائحة covid-19 بتوسع شامل وكبير للاستثمار ضمن الـ AI، فكما نقول دائمًا “مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائدُ”، فمن مرض شلّ حركة الأسواق والبشر كليًا، إلى استثمارات تكنولوجية ضخمة عادت بالأرباح على الشركات المعنية بتقنيات الذكاء الاصطناعي وجعلت دول معينة تتصدر قائمة الاستثمارات لفترات طويلة نسبيًا.
يبقى دومًا السَبّاق للفكرة المبتكرة هو الأوفر حظًا، مهما استُنسخت الأفكار والتطبيقات من بعده. نأمل أن تنعكس تكنولوجيا اليوم، وما ستؤول إليه من حداثة في المستقبل، بالخير على جميع البشر وعلى جميع الأصعدة.
مصادر: