تشير الكثير من التحذيرات إلى توقعات بانهيار اكبر العملات الرقمية قريبا بالتزامن مع ارتفاع ضغوطات الجهات التنظيمية التي باتت تلوح مؤخرًا إلى مؤشر تحذير بارتفاع احتمالات انهيار اكبر العملات الرقمية، وعلى رأسها البيتكوين. الأمر الذي حتمًا سوف يسبب ركودًا اقتصاديًا مخيفًا. كما ووضحت دلائل كثيرة مدى حقيقة التوقعات التي تشدي بانهيار العملات الرقمية مؤخرًا. إذ صرحت الصين عبر أكبر برنامج تواصل صيني لها “وي تشات” أنها ستحظر استخدام أي من العملات الرقمية فيها، وحتى ستمنع الترويج والإعلان عنها. ومن الناحية الأخرى قامت السلطات التنفيذية الكندية بتغريم حوالي بورصتين للعملات الرقمية فيها بمبالغ معينة. فإذًا ما هي حقيقة توقعات انهيار اكبر العملات الرقمية؟ وهل ستنهار بالفعل أم أنها مجرد شائعات؟ تابعوا معنا للتعرف إلى ذلك.
انهيار وشيك للعملات الرقمية
صرح كبير مسؤولي الاستثمار، والمؤسس المشارك في “absolute strategy research” والمدعو “إيان هارنيت” بأن هناك مؤشرات كبيرة تدور حول توقعات بانهيار اكبر العملات الرقمية. لاسيما عملة البيتكوين التي باتت على وشك انهيار قريب يلوح في الأفق. كما أنه توقع أن العملة الرقمية ذات القيمة الاكبر ضمن سوق العملات الرقمية في طريقها إلى الانخفاض والانهيار، وإلى حوالي 13000 دولار، أي ما يعادل نسبة انخفاض 40% عن قيمتها في الوضع الحالي. لكن على الرغم من ذلك، أكد “إيان هارنيت” أن مسألة تداول العملات الرقمية هي مسألة سيولة، بمعنى آخر أنها ليست موضوع يتعلق حقيقة بعملة أو سلعة، إنما هو بحد ذاته يعتبر مخزن للقيمة، ولا بد له أن يعاود صعوده حتى بعد توقعات الانهيار.
سبب التوقعات بانهيار اكبر العملات الرقمية
في الواقع، رجّح كبير المسؤولين الاستشاريين في استثمار العملات الرقمية “إيان هارنيت” السبب في تشاؤمه وتوقعاته حول انهيار اكبر العملات الرقمية يعود إلى أنه بحسب المراجع السابقة لصعود وهبوط العملات، تبين أن عملة البيتكوين تميل إلى الانهيار. إذ باتت تنخفض قيمتها بنسبة 80% عما كانت عليه سابقًا في مستوياتها العالية.
كما وأضاف: أنه مسبقًا وخلال العام 2008، انخفضت العملة الرقمية لما يقارب 3000 دولار. وذلك بعد بلوغها لمستوى قياسي بأواخر العام 2017 لقيمة تصل إلى 20000 دولار. وأكد أنه في حال تكرر سياق هذا الانخفاض، فإن البيتكوين ستصل قيمتها بالفعل إلى 13000 دولار. وبذلك سيتم اعتبارها منطقة دعم رئيسية. وذلك على الرغم من أنها سابقًا كانت قد ارتفعت إلى حوالي 69000 دولار في أواخر العام 2021 حينما كانت ذروة أيام التشفير.
شاهد أيضًا: أشهر العملات الرقمية مع تاريخ انطلاقها.
العملات الرقمية على حافة الهاوية
صرح “إيان هارنيت” أن العملات الرقمية اليوم باتت على حافة الهاوية. وأن استثمار العملات الرقمية تأثر بارتفاع أسعار الفائدة على كل الأصول الرقمية التي حققت صعودًا قويًا. كما وأوضح أن تلك الصراعات متزامنة مع تغير سياسات التيسير الكمّي في ظل السياسة النقدية.
ومن الناحية الأخرى، أوضح “هارنيت” أنه في هكذا عالم وفير بالسيولة، تبدي عملات البيتكوين عملًا جيد. إلا أنه مع سحب السيولة ضمن سياسة التشديد، لا بد أن تتعرض تلك الأسواق لضغوط وانهيارات. كما وأضاف أن رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي لسعر الإقراض السياسي؛ ليصل إلى حوالي 75 نقطة أساس ضمن معدل أكبر ارتفاع له منذ عام 1994، كان سببًا رئيسيًا وعاملا هامًا في انهيار العملات الرقمية. وأنه بالفعل أثرت تلك التحركات على أصول العملات الرقمية، لتتسبب بانخفاض قيمتها الإجمالية لأكثر من 350 مليار دولار. وذلك خلال الأسبوعين الماضيين من العام الحالي.
تغريم بورصات العملات الرقمية
صرحت الهيئة التنظيمية الموجودة في مدينة أنتاريو الكندية أنّها تلقت أوامر بتغريم بورصة كيوكيو بمبالغ مالية تعادل أكثر من 1.6 مليون دولار، وكذلك أُمرِت بحظر البورصة ومنعها من المشاركة ضمن أسواق رأس المال الموجودة في مقاطعة أونتاريو. ومن الناحية الأخرى، وضمن قرارات منفصلة من الهيئة، كانت قد أعلنت أن بورصة بابيبت دفعت حوالي 2.4 مليون دولار، وما يقارب 7724 دولار للجهة التنظيمية المعنية ؛اعتبارًا منها بأنه جزء من تكاليف تحقيقاتها التي قامت بها.
هذا وكانت قد بينت القرارات الناشئة من الهيئة التنظيمية أن كلي البورصتين أخفتا امتثالهما لقوانين الأوراق المالية في أونتاريو. إلا أنبورصة بايبيت استجابت بشكل فعلي لكافة إجراءات تنفيذ هيئة الأوراق المالية ضمن أونتاريو، بل وحافظت على حوار نقاش مفتوح.
وصرح مدير تطبيق هيئة الأوراق المالية في أونتاريو المدعو “جيف كيهوي” أنه يستلزم على منصات العملات الرقمية أن تلتزم بالقواعد. وذلك لكونه سيترتب عليها مواجهة إجراءات الإنفاذ. لتصرح في نهاية المطاف بورصة بايبيت بأنها ستنهي عملياتها في أونتاريو، وذلك في حال لم تكن الشركة قادرة على التسجيل.
اقرأ أيضًا: ما هو تعدين العملات الرقمية.
توقعات قاتمة بانهيار اكبر العملات الرقمية
صرح “ريكت كابيتال” محلل سوق العملات الرقمية أن كافة الاتجاهات التاريخية للبيتكوين تدور حول سحبها الكلاسيكي من الأسواق الهابطة، الأمر الذي يحتم وصول سعر زوج البيتكوين إلى ما يعادل 11 ألف و14 ألف دولار.
في حين يقول كبير مسؤولي الاستثمار العامل لدى مؤسسة جوجنهايم بأنه من المتوقع تراجع البيتكوين إلى حوالي 8 آلاف دولار، وهذا يعني تراجعها لأكثر من معدل70% تجاه مستوياتها الحالية.
ومن الجانب الآخر، صرحت “كاتي ستوكتون” المحللة في فيرليد أنه من المتوقع تراجع عملة البيتكوين لحوالي معدل 40% إضافي. وذلك في حال انكسار مستوى دعمها عد قيمة 27.2 ألف دولار. وأضافت أن انهيار اكبر العملات الرقمية تزامن مع انهيار عملة تيرا المستقرة. الأمر الذي سبب انخفاض سعر البيتكوين لمستويات مقاربة لحوالي 26 ألف دولار في مدة زمنية قصيرة. كما وصرحت أنه في حال لم تنجح البيتكوين بالحفاظ على مستوى دعمها الذي يبلغ 27.2 دولار. فهذا سيؤدي إلى إغلاقها لحوالي أسبوعين متتاليين، وبالتالي سيؤدي الأمر إلى انخفاض قيمتها لحوالي 18.3 دولار.
ومن أبرز التوقعات القاتمة حول انهيار اكبر العملات الرقمية كان تصريح “بيتر شيف” كبير الاقتصاديين والاستراتيجيين العالميين في يورور باسيفيك كابيتال: أنه في حال استمرار مواجهة الهبوط للعملات الرقمية، سيؤدي ذلك إلى مواجهة أكثر السيناريوهات قتامةً لمستقبل العملات الرقمية، وأنها ستنخفض إلى أقل من 10 ألف دولار.
ختامًا، نكون قد بينا أبرز توقعات بانهيار اكبر العملات الرقمية قريبا. ومما لا شك فيه أن أسواق العملات الرقمية لا بد لها أن تعاود نهوضها قريبًا بالرغم من كافة التوقعات القاتمة، لكونها باتت بورصات رائجة التداول مؤخرًا، ولا بد من نجاحها بطريقة ما.