عن التكنولوجيا

هل تستطيع تقنية النانو بناء الذكاء الصناعي للمستقبل؟

لطالما كانت روايات الاستشراف بالمستقبل تلقى اهتمام واسع من قبل محبي الخيال العلمي، وما شاهدناه سابقًا في أفلام هوليود، لم نتخيل أن يصبح حقيقة يومًا ما. فمن الاتصال عبر هواتف لاسلكية، شرائح رقمية تخزن بيانات، عمليات جراحية ليزرية، وغيرها الكثير، جميعها أضحت موجودة بالفعل. فما كان محض خيال، بات اليوم من أساسيات حياتنا. فهل تستطيع تقنية النانو بناء الذكاء الصناعي للمستقبل؟. ترتبط تلك التقنية اليوم بعدة مجالات، وعليه، يبدو لنا أن تلك التقنية ستتفرد بمستقبل الذكاء الصناعي. بعد كل ما قدمته من ميزات، هل تستطيع تقنية النانو بناء الذكاء الصناعي للمستقبل؟، وما علاقتها بأزمة الغذاء العالمي؟. سنجيب عن ذلك في مقالنا اليوم، ونوضح دور النانو في تطوير مستقبل الذكاء الصناعي.

النانو والذكاء الصناعي

كل ما نشهده اليوم من سهولة في حياتنا عبر الأجهزة الإلكترونية التي نستخدمها، يعتمد بطريقة أو بأخرى على الذكاء الصناعي. سواء بخوارزمياته الذكية على الهواتف النقالة وأجهزة الحاسب، أو حتى الروبوتات الذكية والآلات. اليوم، وبعد التطور الكبير في علم الـ “Nanotechnology” أو “NanoSience”، وما قدّمه من قدرة على تغيير خصائص المواد بإعادة ترتيب ذراتها وجزيئاتها، وإنتاج مواد جديدة كليًا أحيانًا، ارتبط هذا المفهوم بالذكاء الصناعي، وذلك من خلال اعتماد العلماء على نتائج علم النانو في تسهيل عمليات وخوارزميات الذكاء الصناعي.

مثلًا، تقوم تقنية النانو باختراقات واسعة النطاق في الأنظمة التي تعتمد على استخدام النماذج. و من الأمثلة على تلك الأنظمة، أنظمة التعليم العميق للآلة “Deep Learning”. سيما أن نظام التعليم العميق يعتمد على إيجاد طرق وخواروميات تسمح للآلة بأن تتعلم من نفسها. ذلك عبر محاكاة الخلايا العصبية للإنسان. حيث يتم كل هذا من خلال عمليات تحليل بيانات ضخمة جدًا. ولعلّ من أبرز الأمثلة المتوفرة اليوم هي ميزة التعرف على الوجه وبصمة الصوت، بالإضافة إلى تحليل اللغات العصبية. وفي حال كنت تتساءل عن الطريقة التي تخدم بها تقنية النانو مجال الذكاء الصناعي، فالإجابة بكل بساطة تتمثل بتوفير عتاد “Hardware” فعال مصنّع وفق النانو، بحيث يكون قادر على تطوير حفظ ومعالجة البيانات، وبالتالي تقديم تغذية عكسية “feed back” فعالة من جهة تطوير خواروميات تعليم الآلة.

كما تجدر الإشارة إلى دور تقنية النانو في مجال الإحصاء في الذكاء الصناعي.

اقرأ أيضًا: ماهي تقنية النانو وكيف تستخدم.

النانو والإحصاء في الذكاء الصناعي

يعتمد الذكاء الصناعي أو “Artificial Intelligence” الذي نشهده اليوم في أغلب أجهزتنا الإلكترونية وتطبيقات هواتفنا النقالة، على عمليات الإحصاء أو العدّ. هذه العمليات التي تُعتبر أساسية من أجل بناء قاعدة معارف أو “Knowledge Base”، من أجل تدريب الآلة على اتخاذ قرار ملائم وفق معطيات دخل معينة. وعليه، فإن تقنية النانو التي يعتمدها العلماء اليوم ستسهل عمليات الإحصاء تلك. أي أنها ستتجاوز القدرة الإحصائية التي تقدمها تقنية “GPUs”. حيث أنّ الـ GPUs هي دارات إلكترونية متخصصة تعمل على معالجة وتعديل الذاكرة من أجل تسريع عمليات معالجة الصور، وتُستخدم بشكل كبير في أجهزة الموبايل والحواسيب وغيرها من الأنظمة المضمنة.

النانو وأزمة الغذاء العالمي

مع التضخم الكبير في عدد سكان العالم سنويًا، ومع تفاقم الأزمات على كل الأصعدة، لعل أبرز مشكلة باتت تهدد الوجود البشري اليوم، هي مشكلة الأمن الغذائي العالمي. واليوم يبرز عنوان عريض عن النانو وأزمة الغذاء العالمي. فما علاقة هذه التقنية بذلك؟ وكيف يمكن أن تتكامل تقنية النانو مع ما يقدمه الذكاء الصناعي من أجل حل هذه المشكلة؟.

اليوم، لا تتوقف تقنية النانو فقط عند المجال الطبي، بل تتعدى ذلك لتصل لعلوم الهندسة، وسيما الهندسة الوراثية. خاصةً أن ذلك ليس مجرد خطة مستقبلية فحسب. حيث أن العديد من الشركات الغذائية باتت اليوم تعمل على إنتاج أطعمة تتشابه بالطعم والشكل مع اللحوم مثلًا. فضلًا عن قيام العلماء بإضافة العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الإنسان في طعامه لهذه الأطعمة المصنّعة. الأمر الذي يحدّ من تفاقم مشكلة الغذاء. كما أن هذه التطورات تعود بنتائجها الإيجابية على الأشخاص النباتيين في غذائهم. أمّا عن دور الذكاء الصناعي في ذلك، فتكمن مهمة الذكاء الصناعي “AI” بإيجاد طرق لدمج العناصر الغذائية الدقيقة المفصولة عن بعضهما البعض باستخدام تقنية النانو. بحيث يتم الدمج بتباديل وأشكال مختلفة لإعطاء النتائج المرجوة.

على الرغم من الحديث عن دور تقنية النانو في مستقبل الذكاء الصناعي، إلا أنه لابد للإشارة، بأن للذكاء الصناعي هو الآخر دور مهم في تطوير علم النانو. حيث أن العلاقة بينهما تكاملية. سيما أن التحليلات القائمة على خوارزميات الذكاء الصناعي تفيد بشكل كبير في إنتاج مواد بيولوجية نانوية بطرق مثالية.

وبذلك، تتصل جميع خيوط العلم اليوم بعضها ببعض، لتتكامل سوية لما يخدم مصلحة الإنسان. ويبقى السؤال هنا، هل لذلك تأثير سلبي فيما بعد من نواحٍ أخرى؟. هل ستُوظف هذه الجهود في مسارات صحيحة ترقى بنا لمستوى الإنسانية، في ظل عالم يخطو خطوات جريئة ليصبح تقاني في غالبيته؟.

مصادر:

1

2

عن الكاتب

اترك تعليقاً

Scroll to Top
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لنمنحك أفضل تجربة ممكنة على موقعنا. بالمتابعة في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
قبول
سياسة الخصوصية