أكثر شركات التكنولوجيا تضررًا بسبب كوفيد 19

أكثر شركات التكنولوجيا تضررًا بسبب كوفيد 19

لم يمر وباء كوفيد 19 مرور الكرام على شركات التكنولوجيا العالميّة، شأنها كشأن باقي الشّركات، والقطاعات الصحيّة، والاقتصاديّة، والاجتماعيّة الأخرى. نقدّم لكم في هذا المقال تقريرًا عن أكثر شركات التكنولوجيا تضررًا بسبب كوفيد 19. ولكن بداية لابدّ من دراسة تأثير هذا الوباء بشكل عام على التكنولوجيا، ودورها المستقبلي، لاسيما بعد تفشي الوباء، وما صاحبه من قلق واسع النطاق وصعوبات اقتصادية للمستهلكين والشركات والمجتمعات في جميع أنحاء العالم.

تأثير كوفيد 19 على مستقبل التكنولوجيا

بالنظر إلى حقيقة أنّ معظم شركات التكنولوجيا العالميّة تعتمد بشكل كبير على التصنيع والمكونات الصينيّة. فليس من المفاجئ، إن أعلنت شركات ذات ثقل كبير في الصناعة، مثل: “تشاومي Xiaomi”، ” ابل  Apple” ، “هواوي  Huawei”  وغيرها علنًا أن تفشي كوفيد 19 سيؤثّر على إنتاجها. لم تقتصر الآثار السلبيّة لهذا الوباء على إنتاج الهواتف الذكيّة. بل، تعدتها لتشمل السّاعات الذكيّة، أجهزة الكومبيوتر المحمولة، مكبرات الصوت الذكيّة، ووحدات التّحكم بألعاب الفيديو. وكما كان لهذا الوباء تأثيرًا كبيرًا على مجتمعنا، فقد لعب أيضا دورًا كبيرًا لا يستهان به في تحديد التوجّهات التكنولوجيّة الجديدة. ومن تأثيرات هذا الوباء:

  • إيقاف المشاريع الجارية مؤقتًا.
  • تعليق وإبطاء العديد من المشاريع، (تشير الأبحاث الحديثة التي أجرتها (ETR) إلى حدوث انخفاض بنسبة 4% في ميزانيات المشاريع التكنولوجيّة خلال فترة الوباء).
  • زيادة في أهميّة تقنيات معينة على حساب أخرى، كالبنية التحتيّة اللازمة للعمل من المنزل، وأدوات التعاون (كمؤتمرات الفيديو، والدردشة الجماعيّة، وتخطيط المشاريع)، والبنية التحتيّة الافتراضيّة، وشبكات (VPN).
  • انخفاض الطلب على المشاريع، والأجهزة، والخدمات الجديدة، فقد أصبحت الشركات أكثر حذرًا بشأن شراء خدمات جديدة أو بدء مشروع جديد.
  • اتخاذ خطوات متسرّعة نحو الرّقمنة، وحصر سنوات من الابتكار في عام واحد.
  • تسارع في انتاج التقنيات الذكيّة، واستخدام الذكاء الاصطناعي. فاليوم، يمكن لجهاز الكشف عن درجة حرارة الجسم قياس درجة حرارة 10 أشخاص في الثانية وفي وقت واحد، وهو أسرع بكثير من العمليّة اليدويّة.
  • اعتماد سريع لأتمتة الإنتاج، اعتمدت 67% من الشركات على “الإنتاج الآلي”.
  • أصبح التعلّم عبر الانترنت هو الوضع الطبيعي الجديد، وشهدنا أكثر من 100 مليون طالب يتلقون تعليمهم من خلال منصات الانترنت المختلفة.

وضعت هذه التغييرات ضغطًا كبيرًا على البنية التحتيّة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وزادت حركة مرور الشبكة العالمية بنسبة 50%، وتحولت العديد من الشركات إلى سياسة السحابة أولاً. حيث تستخدم 85% من المؤسسات الآن الخدمات السّحابية. كما زاد الطلب على النّطاق العريض المنزلي بنسبة قدرها 20% في عام 2020.

تأثير كوفيد 19 على شركة ابل

منذ يناير2020 وحتى الآن، كان لانتشار فيروس كوفيد 19 تأثيرًا كبيرًا على إنتاج أجهزة ابل، ومبيعاتها في البلدان المتضررة، مثل: الصين، وإيطاليا، وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة. الأمر الذي سبب صعوبات كبيرة في عمليات الإنتاج والإمداد. ولكن مع قرار إغلاق جزء كبير من متاجر ابل، كانت الصدمة كبيرة لمحبي هذه الشركة. خصوصًا لمن انتظر بفارغ الصّبر إطلاق (iPhone 12)، ومع استمرار هذا الوضع لفترة طويلة. كان لابد من التّساؤل، كيف سيؤثّر كوفيد 19 على عملاق التكنولوجيا، وأحد أهم الشّركات في هذا المجال؟!

كيف أثرت الكورونا على مبيعات أجهزة ابل

عندما انتشرت أخبار كوفيد 19، وبدأت أعداد الإصابات في الارتفاع. أغلقت ابل جميع متاجر البيع بالتجزئة، ومكاتب الشركات، ومراكز الاتصال في الصين لمدة أسبوعين أو أكثر. ونتيجةً لحظر السفر، والحجر الصحي الذي فرضته الحكومات، وخوف الجمهور من الإصابة بفيروس كوفيد 19. انخفضت حركة الشراء في متاجر الصين. مما أثر بشكل كبير على مبيعات ابل. لم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعدّاه بعد أن أغلقت ابل جميع متاجر البيع بالتجزئة الأخرى في الولايات المتحدة ودول أخرى تزامنًا مع الانتشار الواسع للوباء.

أضرار كوفيد 19 على إنتاج أجهزة ابل

مع بداية شهر فبراير من عام 2020، اضطر العديد من موردي ابل في الصين إلى إيقاف الإنتاج لعدة أسابيع. وتم إغلاق موردي (iPhone) الرئيسيين “Foxconn” و “Pegatron” لبعض الوقت، خوفًا من تفشّي فايروس كورونا بين العمال. فيما بعد تأخرت عودة المصانع الى العمل بسبب قيود السّفر من المناطق المتأثرة بالوباء في الصين، والحجر الصحي الإلزامي، وتفشي المرض في دول جديدة مثل كوريا الجنوبية. ونتيجةً لقيود السفر التي طبقتها ابل على موظفيها، لم يتمكن الموظفون من السفر إلى الصين لبدء عمليات الإعداد المعتادة، التي تحدث قبل تصنيع أجهزة iPhone الرئيسيّة الجديدة. كل هذه العوامل تسببت في تأخير شحن بعض منتجات ابل، مثل: “iMac” و ‌”iMac‌ Pro” و “Mac Pro” و “MacBook Pro”.

أضرار كوفيد 19 على أمازون

لم تكن شركة “أمازون (Amazon)”  شركة التجارة الالكترونيّة رقم واحد بمنأى عن تأثيرات وباء كوفيد 19، فمنذ الأسابيع الأولى كان من الواضح أن أمازون تواجه تحديًّا غير مسبوق في التعامل مع تداعيات هذا الوباء، خصوصا أن الملايين من الأمريكيين اعتمدوا نتيجةً للظروف الصحيّة على “الطلب عبر الانترنت” لتأمين متطلباتهم الأساسيّة من طعام، وأدوية، وعناصر أساسيّة أخرى، مما أدى الى تعثّر الشركة أمام الطلبات المتزايدة، وصعوبة العمل، وتأمين خدمات توصيل آمنة. خصوصًا بعد إصابة قسم من الموظفين بالوباء، وترك قسم آخر منهم لأعمالهم خوفًا من انتقال العدوى. وهذا ما يفسّر امتداد أوقات تسليم الطلبات إلى أيام وأسابيع!!.

سامسونج تحت تأثير الوباء

“سامسونج اليكترونكس (Sumsung Electronics)” أكبر منتج للهواتف الذكية في كوريا الجنوبية، ورقائق الكومبيوتر في العالم وقعت تحت رحمة هذا الوباء. بدأ الأمر عندما اضطرّت الشركة في إحدى عطل نهاية الأسبوع إلى إيقاف الإنتاج مؤقتًا في مصنعها في “Gumi”. بعد أن ثبتت إصابة عامل واحد بالفايروس. تفاقمت المشكلة فيما بعد مع وضع 1500 عامل آخر في المصنع تحت الحجر الصحي في المنزل لمدة أسبوع. مما سبب توقف بعض مصانع تصنيع الرقائق عن عملياتها. الأمر الذي قد يسبب نتائج كارثية، ليس فقط على سامسونج، وإنما على الاقتصاد العالمي. فمصير رابع أكبر اقتصاد في آسيا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمصير مجموعة سامسونج التي تشكل قوة اقتصاديّة كبيرة، ووجهة توظيف رائدة يعمل فيها أكثر من 180000 شخص. فضلًا عن الأشخاص الذين يعتمدون على بيع منتجاتها.

شاومي تقاوم تأثيرات فايروس كورونا

كان لفايروس كورونا تأثير مزدوج على شركة “شاومي الهند Xiaomi India”. فبالرّغم من انخفاض المبيعات الى ما يقارب الصّفر. وبإعادة التفكير، والبحث عن بدائل، ودراسة السوق، والتطبيقات الجديدة التي ستحتاجها المرحلة القادمة، استطاعت شاومي ثالث أكبر مصنّع للهواتف الذكيّة في العالم أن تعود إلى السّباق مجددًا.

في النهاية، قدمنا لكم ملخصًّا عن أكثر شركات التكنولوجيا تضررًا بسبب كوفيد 19 الذي شكّل تحديًا كبيرًا على شركات التكنولوجيا. وألقى بأعباء إضافيّة عليها لتواكب الظروف، ومتطلبات المرحلة الجديدة. تراوحت تأثيرات هذا الوباء بين السلبيّة والايجابيّة، ولكن ودون أدنى شك ما نستطيع التأكيد عليه، هو أن هذا الوباء يشكّل تحولًا محوريًّا في عصرنا هذا. لم تبتعد تأثيراته عن عالم التكنولوجيا. وهنا يراودنا هذا السؤال، هل استطاعت هذه الشركات أن تفوز بالرّهان، وتقاوم الوباء الذي هزّ العالم بأجمعه أم لا؟!

عن الكاتب

اترك تعليقاً

Scroll to Top
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لنمنحك أفضل تجربة ممكنة على موقعنا. بالمتابعة في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
قبول
سياسة الخصوصية