خسائر آبل خلال عام 2021

خسائر آبل خلال عام 2021

منذ أيامٍ قليلةٍ ودّعنا عام 2021، وانتهت معه المفاجآت التي قدمها لعالم التكنولوجيا. لقد كان عامًا جيدًا للشركات العالمية الكبيرة عمومًا، وشركة آبل “Apple” خصوصًا. حيث أطلقت شركة آبل الكثير من المنتجات المختلفة التي حققت نجاحًا كبيرًا سواء بين الجمهور أو النقّاد. إلا أن عام 2021 لم يكن سلسًا بما يكفي، فلقد انتهى حاملًا معه خسائر فادحة لبعض الشركات. فما هي خسائر آبل خلال عام 2021؟.

إن أهم خسائر آبل في عام 2021 كانت تعرضها لمشاكل قانونيةٍ وقضائيةٍ مختلفةٍ أدّت إلى إجبار الشركة على التراجع عن قراراتٍ تم اعتبارها قراراتٍ قاتلة. مما أدى إلى قطع أرباح الشركة وتراجع أسهمها وفقد القيمة السوقية لها.

خسائر آبل خلال عام 2021: دعوى أب ستور

عانت شركة آبل من العديد من الخسائر في نهاية عام 2021، وإحدى هذه القضايا كانت قضية قطع أرباح آبل من أب ستور “App Store”. حيث قامت شركة آبل مع حلول عام 2020 بتخفيض أرباحها من عمليات الشراء التي تتم داخل متجر التطبيقات أب ستور إلى حوالي 15%. وتلى ذلك قضاء محكمةٍ فيدراليةٍ في الولايات المتحدة الأمريكية في سبتمبر الماضي بإمكانية الشركات من إضافة روابط خارجيةً للدفع وللاشتراك في تطبيقاتها على كافة الأجهزة. بالإضافة إلى أن شركة آبل لا تستطيع منع الشركات الأخرى من زيادة هذه الروابط.

حيث أتى الحكم على شركة آبل بعد أن رفعت شركة أب ستور دعوى قضائية ضدها، بشأن سياسة المشاركة والدفع في متجر التطبيقات. ويقضي هذا الحكم بحرمان شركة آبل من نسبة المبيعات الخاصة بعمليات الشراء في التطبيقات المختلفة. كما أن شركة آبل بدأت بالفعل في الامتثال لهذا الحكم، بينما يسمح للمطورين بإضافة الروابط الخارجية للمدفوعات حصرًا في تطبيقاتهم.

خسارة شركة آبل لدعوى قضائية جماعية

إذا كنت ممن اشترو جهاز آيفون “iPhone” أو آيباد “iPad” مجددًا من يوليو 2012 وحتى الآن، فقد تدين لك “Apple” بالمال. حيث عانت شركة آبل من خسارتها لدعوةٍ قضائيةٍ جماعية من قبل عملائها الذين اشتروا منتجات “Apple” بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشر من خلال برامج ترقية “iPhone”. فبحسب ما ورد، وافقت الشركة على تسوية دعوى قضائيةٍ بشأن المنتجات التي تم تجديديها، وستدفع حوالي 95 مليون دولار للعملاء.

وفقًا لذلك، يمكن للعملاء في الولايات المتحدة الأمريكية الذين تلقوا جهازًا بديلًا من خلال نقطة حماية “AppleCare” أو”AppleCare+” الحصول على مبلغ تسوية. إلا أن ذلك مخصصٌ فقط لأولئك الذين حصلوا على جهازٍ تم إعادة تصنيعه أو تجديده بدلًا من الحصول على هاتفٍ جديد.

كما تنص شروط وأحكام آبل على أن المستخدمين سيحصلون على إصلاح الأجهزة أو جهاز بديل “جديدًا أو معادلًا للجديد في الأداء والموثوقية”. وفقًا للدعوى، تكمن المشكلة في أن آبل استخدمت أجزاءً تم إصلاحها بدلًا من أجزاءٍ جديدةٍ في تلك الأجهزة. وعلى الرغم من ذلك إلا أنه لم يتقرر بعد متى أو كيف ستدفع آبل التسوية.

الهواتف الصحيحة ذاتية الإصلاح

سعت شركة آبل هذا العام إلى منع مستخدمي منتجاتها من إصلاح هواتفهم خارج مراكزها. ذلك عن طريق إيقاف تداول الأجزاء غير الأصلية التي يتم وضعها في هواتفها. كما أن هذه المبادرة تشمل جميع أجهزة الشركة القديمة والحديثة، آيفون و”iMac“، التي تعمل بمعالجات M1 الخاصة بشركة آبل.

إلا أن الضغوط العالمية من مختلف جمعيات حقوق الإنسان انهالت على شركة آبل مما أدى إلى سحبها لقرارها. وتحديدًا، حركة “الحق في الإصلاح”. في حين أن “الحق في مبادرة الإصلاح الذاتي” لم تسبب خسارةً بشكلٍ مباشرٍ أو ضررًا ماديًا لشركة آبل، فانسحاب الشركة من موقعها تعتبر خطوةً رئيسيةً بحد ذاتها.

آبل تعاني من آثار التاج

المقصود بالتاج أنه فايروس كورونا، فشركة آبل لم تعاني كثيرًا من آثار كورونا حتى نهاية العالم الماضي. حيث كانت تملك مخزونًا كافيًا من الرقائق الإلكترونية. إلى أن بدأت الشركة بمواجهة المشاكل مع مورّدي هذه الرقائق، منذ حوالي الشهر تقريبًا. مما أدى إلى ظن الكثيرين بأن عمليات التصنيع لجهاز “iPhone 13” ستتأثر أو ربما تؤجل. بالإضافة إلى أن شركة آبل أقامت مؤتمر “WWDC” للسنتين الفائتتين على التوالي ولكن دون حضورٍ ماديٍ أو بشري.

حيث أن مؤتمرات شركة آبل تعتبر وجهةً سياحيةً لمعجبي الشركة ليتمكنوا من زيارةِ مقرّ الشركة، والاطلاع على المعدات الجديدة التي تطوّرها الشركة. لكن تداعيات الأزمة لن تقف عند هذا المؤتمر وحده. كما أعلنت شركة آبل عن دعم بقيمة 1000$ لجميع موظفيها لإنشاء مكاتبهم المنزلية واستئناف العمل من منازلهم إلى حين العودة الكلية إلى مقر الشركة.

ماذا حدث لأسهم شركة آبل

وفقًا لبيان “بلومبرج”، فقد تراجعت أسهم آبل بنسبة 75% قبل المؤتمر السنوي للشركة بليلةٍ واحدة!. وحسب المصادر، يعود ذلك إلى خطة الشركة للكشف عن هاتفها الجديد. إلا أنه وبالرغم من ذلك استمرت الأسهم في الانخفاض، وربما كان ذلك نتيجة اعتياد المستثمرين على ابتكارات شركة آبل المنتظمة، وذلك ووفقًا لمجموعة “Bespoke Investment Group”. فضلًا عن ارتفاع الأسهم بشكلٍ مسبقٍ وذلك بسبب الشائعات التي كشفت الكثير والكثير من تفاصيل المنتجات الجديدة قبل إعلان الشركة عنها بشكلٍ رسمي.

كما سجلت أسهم الشركة أكبر انخفاضٍ لها في الأشهر الأربعة التي تلت إصدار الحكم على الشركة. مما أدى إلى إزالة 85 مليار دولار من قيمة الأسهم السوقية. وبالرغم من ذلك لا تزال “وول ستريت” متفائلةً بشأن الأسهم.

إقرأ أيضًا؛ أكثر شركات التكنولوجيا تضررًا بسبب كوفيد 19.

مبيعات آبل خلال عام 2021

بفضل مبيعات أجهزة آيفون، سجلت شركة آبل أرباحًا قياسيةً في الربع الأخير من عام 2021. فقد أعلنت الشركة عن تحقيق أرباحٍ ضخمةٍ للأشهر الماضية. ذلك بفضل ارتفاعٍ بحوالي 50% على سنوي مبيعات هاتف آيفون. وسجلت الشركة زيادة في إجمالي الإيرادات بنسبة 36% حتى وصل إلى 81.4 مليار دولار. وهذا الرقم القياسي تخطى توقعات المحللين بما يقارب الـ 8 مليارات.

أما بالنسبة لآخر إصدارات شركة آبل، فهو هاتف “iPhone 13”. وهو أحدث الأجهزة التابعة لعائلة آيفون لعام 2021. حيث يحمل تصميمًا مختلفًا إلى حدٍ ما عن إصدارات العام الماضي. بالإضافة إلى تطويراتٍ في الشاشةِ والذاكرةِ والبطارية.

كما رأينا، فإن الازدياد الكبير في استخدامنا للتكنولوجيا واعتمادنا عليها جعل الحياة أسهل خاصةً أثناء جائحة كورونا. ولكن، لكلّ شيءٍ ثمن. وهذا ما أدى إلى تعرض الشركات العالمية، كشركة آبل، إلى ضغوطٍ كبيرةٍ في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. مما أدى أيضًا لوضع الحد لنفوذها وبالتالي تعرضها للخسائر العديدة.

عن الكاتب

اترك تعليقاً

Scroll to Top
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لنمنحك أفضل تجربة ممكنة على موقعنا. بالمتابعة في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
قبول
سياسة الخصوصية